“الاصالة والعراقة والإثارة” هم الصفات التي نستطيع بهم تعريف سباقات الخيول. تُعتبر سباقات الخيول من التراث العربي الذي تفتخر به البلاد العربية والتي تتابعه البلاد الأوروبية والعالمية. اشتهرت سباقات الخيول منذ زمن بعيد وامتد تأثيرها وشغف الجميع بها إلى وقتنا الحالي. لم تستطع التكنولوجيا الحديثة أو نمط الحياة السريعة أن يُطيح بالسباقات الأصلية العريقة كما فعلت مع الكثير من الرياضات الأخرى. بل على العكس تماماً، أصبحت التكنولوجيا بمثابة أداة ووسيلة لنشر السباقات على مستوى أعلى وأكبر وتحقيق مشاهدة ممتعة.

يثير منظر السباقات والفرسان فوق الخيول ذات الشعور الناعمة وهم يغدون المضمار ويتسابقون على الخيول مشاعر الإثارة والبهجة والمُتعة. تلقى سباقات الخيول إعجاب وقبول الجميع وتحظى بتمويل الكثير من المستثمرين من جميع أنحاء البلاد. تتخطى سباقات الخيول مُجرد رياضة مثيرة، بل تسير الكثير من الاستثمارات والتعاملات والتدريبات والإجراءات وراء الكواليس لظهور السباقات بهذا الشكل الرائع. حَضر نفسك، ولتأتي معنا في جولة سريعة حول سباقات الخيول وأسرارها.
تاريخ سباقات الخيول
يُعبر الخيل بشكل أو بآخر عن العظمة والقوة والأصالة وذلك لما يمتلكه الخيل من مهارات وصفات وسمات يتمتع به وحدها دوناً عن باقي المخلوقات الأخرى. يرجع تاريخ سباقات الخيول إلى أكثر من 1500 سنة قبل الميلاد، تحديداً في دول شمال أوروبا. قام الملوك والرؤساء والزُعماء بترويض الخيول كتقليد من تقاليد السُلطة والعِزة والقوة ولذلك نجد أن هُناك الكثير من الملوك الإنجليز وأعضاء طبقة النُبلاء يمتلكون الخيول الأصيلة والغالية. وعلى هذا الأساس، أسس الملك جيمس الأول مركز تعليمي لسباق الخيول في مدينة نيو ماركت بمقاطعة سفولك في إنجلترا المملكة المُتحدة. ولا تزال في وقتنا الراهن مدينة نيو ماركت من أهم المراكز التي تُدرب سباقات الخيول والفرسان في الوقت الحالي.
أسس الملك تَشارلزْ الثاني أول نادي يجمع بين الفرسان الذين يُقدمون على سباقات الخيول والذين يرغبون في تعلم كيفية ترويض الخيول للفوز في السباقات المُنعقدة خلال مواسم مُحددة. وقد تخرجت أول دُفعة من الفرسان وبدأت أول سباق عام 1776م وحقق هذا السباق نجاح عظيم وإنجاز جماهيري واقتصادي كبير. توالت السباقات بعد ذلك واندفع الكثير من الملوك والرؤساء في امتلاك نوادي للفرسان والإشراف على حلقات السباق وما إلى ذلك من اهتمام كبير. تغير الأداء الفني والتقني لرياضة ترويض الخيول على مدار السنوات الماضية لتشمل الكثير من التغيرات والتحديات والتكنولوجيات وغيرها من الأمور العتيقة التي مازال يحتفظ بها المهتمين بهذه الرياضة كجزء من أصالة رياضة ترويج الخيول. ولكن يظل هُناك أمراً واحداً فقط لم ولن يتغير على الإطلاق، وهو الخيل نفسه.
خيول السباق
فيما يلي أهم السلالات التي شاركت ولازالت تشارك في أهم بطولات سباقات الخيول على مستوى العالم، كما هو موضح أدناه:
الخيول الخفيفة
تسمى الخيول الخفيفة بهذا الاسم نظراً لصغر حجمها وارتفاع ظهرها. يبلغ ارتفاع ظهر الخيول الخفيفة حوالي 1.4 متراً على أقل تقدير، بينما يتراوح وزن هذه الفئة من 408 إلى 680 كيلوغراماً. تشترك الخيول الخفيفة بالكثير من المميزات نظراً لطولها وحجمها من خفة وسرعة كبيرة وطاقة وقُدرة هائلة على التحمُل. من أشهر الأمثلة التي تنتمي إلى فصيلة الخيول الخفيفة هي لوسيتانو وباسو فينو والفيريزيان.
الخيول الثقيلة
تُعتبر الخيول الثقيلة من الخيول المُهددة بالانقراض نظراً لندرتها الشديدة. حيث يبلغ ارتفاع ظهر الخيول الثقيلة إلى 162 سنتيمتراً، وفي بعض الأحيان يُمكن أن يصل ارتفاعها إلى حوالي 200 سنتيمتراً. اشتهرت هذه الخيول بدمها البارد وقدرتها على تحمل المشقات الصعبة وذلك كانت تُستخدم قديماً في إدارة الأعمال الزراعية وجر الآلات كبيرة الحجم. تُعتبر خيول شاير الإنجليزية من أشهر أنواع الخيول المُندرجة تحت الخيول الثقيلة، هذا بالطبع إلى جانب خيول سوفولك الشهيرة في السباقات القصيرة والخيول البلجيكية التي يُقدر ثمنها بملايين الآن.
الخيول ذات الدم الحار
تُعتبر خيول الدم الحار من الخيول التي يُحبذ تربيتها كثيراً في الأوساط المُتعلقة بالسباقات الطويلة التي تتطلب سرعة كبيرة. تتميز هذه الفئة من الخيول بقدرتها الكبيرة على التحرك بسرع وخفة وشجاعة وجرأة ولكنها على الناحية الأخرى، تتطلب الكثير من المجهود حتى يتم ترويضها والتحكم فيها والسيطرة عليها. اشتهرت الخيول ذات الدم الحار في الأوساط الملكية قديماً حيث حرص الملوك على امتلاكها والتدرب عليها ودخول السباقات الودية والرسمية والاحتفالية بها. من أمثلة هذا النوع من الخيول، خيول كامبيرو والأيسلندية.
الخيول ذات المشية الخاصة
تُعتبر هذه الخيول من الخيول المميزة للغاية حيث أنها بسبب مشيتها المميزة وخفة حركتها، يتم استخدامها في احتفالات الأغنياء وتدريبها على أداء الرقصات الافتتاحية والختامية. لم يستثن هذا النوع من الخيول من السباقات التي كانت تدور حول استعراض خفة ورقص الخيول ذات المشية الخاصة وأقبل عليها الكثير من عشاق فن رقص الخيول.
الخيول العربية الأصيلة
تُعتبر الخيول العربية الأصيلة من أهم وأندر وأغلى أنواع الخيول. تعود نشأة هذه الخيول إلى 5000 عام قبل الميلاد وتُربى في الأوساط الصحراوية العربية. تتميز هذه الخيول بصلابة الجسد والعيون الداكنة والشعر الغجري والذيل المرتفع والأرجل القوية. تُعتبر هذه الخيول من أكثر الخيول إقبالاً في الشراء والبيع وأيضاً استخداماً في السباقات العالمية. تنقسم الخيول العربية إلى عدة سلالات منها الكحيلان والعبيان والصقلاوي وغيرهم.

بقي الخيل هو الثابت الوحيد في مُعادلة السباق وبقت الأسس والمعايير التي يتم اختيار الخيول للسباق على أساسها واحدة ثابتة ولا يوجد من يستطيع تغييرها على الرغم من تغير أغلب الأمور المتعلقة بسباق الخيول. وجد العديد من المفاهيم والمصطلحات التي تُعرف بها الخيول من وقت إلى آخر ولكن تبقى سلالات الخيول والأحصنة مقدسة ثابتة ومُتداولة كما هي عبر الأجيال.