لا يوجد أدنى شك في أهمية الرياضات العربية في العالم أجمع. حاز العالم العربي على اهتمام كبير، لاسيما في الرياضات التي يختص بها العرب فقط. يُعد سباق الهجن من السباقات العربية الأصيلة التي توسعت وانتشرت لتحظى بإقبال العالم كُله وليس الوسط العربي فقط. سمُي هذا السباق بسباق الهجن وذلك نظراً لاعتماد السباق على الإبل والجِمال ولذلك اشتهرت هذه الرياضة على وجه التحديد في شبه الجزيرة العربية نظراً لاحتوائها على نسبة كبيرة من الإبل والجمال بسبب الصحاري الواسعة. يعتمد هذا السباق على ركوب الإبل أو الجِمال والتسابق مع المنافسين الآخرين لتحقيق الفوز في النهاية والذي يتمثل في الوصول أولاً إلى خط النهاية. توجد العديد من المراتب للفائزين وبالطبع العديد من الجوائز التي تطورت على مدار سنوات هذه الرياضة وذلك نظراً للإقبال المتزايد على الرياضات العريقة مثل سباقات الإبل. تُقام سباقات الإبل في المملكة العربية السعودية حيث تُعتبر هي الحاضنة الأولى والأساسية لهذا النوع من السباقات. يعتمد هذا النوع من السباقات على الرجال الأقوياء القادرين على التحكم في الإبل طوال مدة السباق بأكملها. ولكن هل تساءلت بحُكم حصول المرأة العربية والسعودية على بعض من حقوقها، أين المرأة السعودية من سباقات الهجن والإبل؟ دعنا نأخذك في جولة حول سباقات الإبل وهل للمرأة دور فيها في عصرنا الحديث أم لازالت تعيش مُخبأة وراء الستائر السوداء؟
رياضة الأصالة والعراقة
تُعتبر سباقات الهجن أو الإبل من السباقات التي حرصت البلاد العربية على الحفاظ عليها على مدار سنوات عديدة. حيث انتشرت رياضة الهجن في شبه الجزيرة العربية، قبل الفتح الإسلامي بسنوات عديدة. تمتع العرب بسباقات الهجن على نحو غير مسبوق من قبل، وانتشر هذا الاستمتاع ووصل إلى البلاد الأخرى في جميع أنحاء العالم. امتد العشق الكبير لهذه الرياضة ليصل إلى جميع الأجيال من مُختلف الحضارات إلى عصرنا الحالي. احتفظت الدول العربية بشكل عام والخليجية على نحو خاص بتنظيم وإدارة والإشراف على إذاعة سباقات الهجن في المواسم المُحددة كُل عام.
لقد كان استخدام الإبل يقتصر على الحروب والسفر إلى بلاد بعيدة نظراً لاستطاعة الإبل تحمل جميع المشقات والعواقب التي تواجها في الطُرق الصحراوية التي كانت منتشرة قبل الحضارة اليونانية ثم الصناعية والتكنولوجية. جاءت فكرة سباقات الهدن نتيجة لاستئناس الإبل والجِمال حيث كان يعيش الإنسان العربي على وجه التحديد في الخيم في الصحراء وكان الاعتماد الأول والأساسي في كُل شيء على الإبل. بالطبع توجد الكثير من الإبل الوحشية والتي لا يُمكن ترويضها ولكن آنذاك مع تعامل الإنسان المباشر والمستمر مع الإبل، أدى ذلك إلى استئناس الإبل وسهولة ترويضهم والسيطرة عليهم. بدأت سباقات الهجن في الصحراء قبل 900 عام، حيث تم استخدام الإبل المستأنسة في مُعظم أنحاء شمال أفريقيا. استطاع الإبل أن يصمد في السباقات الطويلة بسرعة تصل إلى 40كم في الساعة بدون طعام أو شراب.

اعتادت العائلات العربية التي تهتم بالمناسبات الاجتماعية والعائلية بحُكم الثقافة العربية أن تُنظم سباقات ودية للهجن بين العائلات بغرض التسالي والمُتعة وإظهار قوة الهجن الخاص بكُل عائلة فقط لا غير. ولكن، مع تطور العالم الحديث وانفتاح البلاد على بعض ووجود الولع بالتعرف على الثقافات المُختلفة، أخذت سباقات الهجن بالانتشار والحصول على الإقبال الشديد. ولذلك، نجد أن سباقات الهجن قد أخذت مُنحنيات أوروبية وعالمية حيث نجد كأس الإبل الإسباني في اليس سبريغر والذي يُعتبر من أهم الرياضات في إسبانيا. كما نجد سباقات الإبل والهجن في ولاية كونزلاند ومختلف المقاطعات المنغولية وغيرها من البلاد.
المرأة، طموح بلا حدود
من المعروف أن المرأة الخليجية والسعودية على وجه التحديد تحظى باهتمام واسع خلال الفترة الأخيرة وذلك بسبب عدم تمتعها بالكثير من الحقوق التي تتمتع بها المرأة العالمية. لقد كان ممنوع على المرأة الخليجية والسعودية امتلاك سيارة خاصة أو الحصول على رخصة قيادة أو السفر بمفردها أو مع مجموعة من أصدقائها الإناث والبنات. ليس هذا فقط، بل كان من غير القانوني أن تقوم المرأة بالمشاركة في أياً من الرياضات سواء الإقليمية أو العالمية. ولذلك، بتنشيط منظمات حقوق المرأة ووجود مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل على توصيل أصوات السيدات العربيات والخليجيات إلى العالم أجمع، تغير الوضع كثيراً.

أصبح للمرأة العربية والخليجية الحق في الحصول على رخصة للقيادة داخل وخارج البلاد العربية والخليجية وأيضاً أصبح مسموح لها السفر بدون مِحرِم. ليس هذا فقط، بل أصبح من الطبيعي والمسموح والمقبول أن تشارك المرأة في الرياضات الإقليمية والعالمية. وإثر هذا، الأميرة جميلة باعتبارها مالكة لأحد السباقات أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سليمان بن عبد العزيز في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل بالمشاركة في أحد السباقات وذلك لتشجيع باقي السيدات باتخاذ نفس الخطوة. تُعتبر الأميرة جميلة هي المثال والنموذج الواضح التي تتبع إثرها الكثير من السيدات والبنات الخليجيات حيث تهوى المشاركة في الرياضات الكثيرة، كما أنها فنانة تشكيلية مُبدعة لديها الكثير من الأعمال الفنية التي لاقت إعجاب الكثير من الجماهير على مستوى العالم. كما أنها تقوم باستمرار بدعم السيدات والبنات الخليجيات للمشاركة في السباقات والرياضات التاريخية التي لها علاقة وثيقة بتاريخ العرب والذي لا يُمكن فصله عن دور السيدات العظيم والعريق فيه. حيث أنه من المعروف حُب المرأة العربية والخليجية على وجه التحديد للإبل وقدرتهم الهائلة على التعامل مع الإبل على أكمل وجه. تُعتبر المرأة الخليجية هي الأم الروحية للإبل والهجن بشكل عام ولذلك هي الأقدر والأكثر حُب وانتماءً وتقديراً لمثل هذه الرياضة. للمرأة العربية طموح لا ينتهي وتستحق سباقات الهجن أن تشهد عن دور المرأة العريق والمستمر!